مقدمة
من منا لا يرغب برؤية أبنائه يتمتعون بصحة جيدة، يشقون طريق النجاح بخطى ثابتة في زمن مليء بالتحديات، ولعل من أبرزها، المشاكل المرتبطة بالصحة التي باتت تؤررق العالم أجمع، من هنا جاءت فكرة هذا المقال المعنون ب “كوليسترم أو الشكل الأول من حليب الأنثى (اللبأ)، فوائده الصحية ومخاطره !”.
كوليسترم ، أو اللبأ هو الشكل الذي يتخذه الحليب خلال الأيام الأولى من الولادة، ويعتبر مكملا غذائيا مهما للأطفال الرضع ، نظرا لاحتوائه على مستويات كبيرة من الأجسام المضادة ، المقاومة للبكتيريا.
سنستعرض إذن من خلال هذه المقالة، فوائد الكوليسترم ، والمزايا التي يتمتع بها، دون إغفال طبعا المخاطر، أوالسلبيات المحتملة ، جراء استعماله.
ما هو كوليسترم ؟
الكوليسترم؛ هو الشكل الأول من الحليب الذي تنتجه الغدد الثديية، مباشرة بعد ولادة المولود. وينتج معظم أنواع الكوليسترم قبل الولادة مباشرة، وللإشارة ، فالكوليسترم يحتوي على أجسام مضادة لحماية الرُّضع من الأمراض.
بشكل عام، فتركيز البروتين في الكوليسترم ، أعلى بكثير من الحليب، نفس الشيء تماما بالنسبة لتركيز الدهون، فهي أعلى بكثير في الكوليسترم منه في الحليب “في بعض الأنواع طبعا” كالأغنام والخيول، ولكن في بعض الاحيان، نجد تركيز الدهون في الكوليسترم يكون أقل مما هو عليه في الحليب، كما هو الحال بالنسة للإبل، والبشر، عموما فتركيز الدهون في الكوليسترم متغير للغاية.
فوائد كوليسترم لحديثي الولادة
لا شك أن حديثي الولادة ، يمتازون بأنظمة هضمية غير ناضجة ، مقارنة مع الكبار، وبالتالي فهم بحاجة إلى مركب يرفع من قدراتهم الهضمية ، ويعزز مناعتهم ، من هنا نجد الفوائد المعجزة للكوليسترم ، الذي يتزامن ظهوره مع الإنجاب مباشرة، فهو يحتوي على مجموعة من المكونات اللازمة لصحة الرُّضع، نظرا لما يحتويه من بروتينات ، ودهون ، وفيتامينات . كما أن له تأثير ملينا خفيفا ، يشجع على خروج البراز الأول للطفل ، والذي يسمى العقي. الذي يعمل على إزالة البيليروبين الزائد – منتج من فضلات خلايا الدم الحمراء الميتة- كما أنه يحتوي على مواد تغلف جدار معدة الرضيع لتحميها من الجراثيم. دون أن ننسى احتوائه على المواد الغذائية اللازمة لنمو العينين والدماغ والقلب.
وتجدر الإشارة إلى أن فوائد الكوليسترم لا تقتصر فقط على مرحلة الرضاعة ، بل تمتد طيلة حياة الطفل ، لتحميه من عدة أمراض؛ كالتهاب القولون المعوي المزمن، وأمراض السكري، وأمراض الحساسية ، وتزيد أيضا من ذكاء الأطفال..
كوليسترم مكمل غذائي مفيد جدا لصحة طفلك :
يحتوي الكوليسترم على كل ما يحتاجة الرضيع للانتقال إلى الحياة الجديدة، خارج الرحم، فهو غني بالعديد من المكونات، التي لا يمكن أن توجد في أي حليب صناعي آخر، بنفس هذه المكونات التي يحتوي عليها طبعا. فالكوليسترم أو اللبأ، غني بالعديد من العناصر الغذائية المهمة لحياة الرضيع، فهو يحتوي على نسب عالية من البروتينات، والدهون، والكربوهيدرات، والمغنيسيوم وفيتامينات ب وفيتامينات أ وج.
وبالنظر إلى كل هذه الفوائد الصحية للكوليسترم، نجد أن معظمها يرتبط أساسا، بمركبات بروتينية محددة، والتي تشمل:
- لاكتوفيرين: وهو بروتين يشارك في استجابة الجسم المناعية للعدوى، بما في ذلك تلك التي تسببها البكتيريا والفيروسات.
- عوامل النمو: يقصد بها الهرمونات ، التي تحفز النمو، فالكوليسترم يحتوي بشكل كبير على اثنين من الهرمونات مثل الانسولين، وكذلك عوامل النمو الشبيهة بالأنسولين .
- الأجسام المضادة: وهي بروتينات، تُعرف أيضًا باسم الغلوبولين المناعي، ويستخدمها الجهاز المناعي ، لمحاربة البكتيريا والفيروسات. وبالتالي فالكوليسترم غني بالأجسام المضادة IgA وIgG.
- مليء بالعناصر الغذائية التي تحارب المرض وتعزز النمو، لذلك فهذه العناصر تكون قادرة على تعزيز المناعة ، وعلاج الالتهابات، وتقديم المزيد من الفوائد ذات الصلة لدى البشر طوال الحياة.
اقرأ ايضا
فحص الحمل بالدم
كيف يعزز الكوليسترم مناعة الجسم:
لا شك أن الكوليسترم يقوي جهاز المناعة، ويساعد الجسم على محاربة العوامل المسببة للأمراض، حيث أن تأثيرات الكوليسترم المعززة للمناعة، تكمن أساسا في تركيزه العالي من الأجسام المضادة IgA وIgG. والأجسام المضادة هذه ، هي عبارة عن بروتينات ، تحارب الفيروسات، والبكتيريا، وقد تم إجراء بعض الأبحاث التي أفرزت عدة نتائج:
- مكملات الكوليسترم تقوي الاستجابة المناعية للجسم ، ضد الميكروبات والبكتيريا والفطريات.
- مكملات الكوليسترم، قد تكون فعالة بشكل خاص، في تعزيز مناعة النخبة من الرياضيين.
- تناول مكمل الكوليسترم اليومي، يزيد من كمية الأجسام المضادة للعاب IgA بنسبة 79 ٪ مقارنة بمستوياته الاعتيادية. وبالتالي قد يقوي المناعة ، ويعزز قدرة الجسم على مكافحة التهابات الجهاز التنفسي العلوي (حسب دراسة ، أجريت على 35 عداء للمسافات الطويلة ، لمدة 12 أسبوعًا)
- تناول 10 غرامات من الكوليسرم يوميًا، لمدة 5 أسابيع، يقلل من خطر أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي ، مقارنة مع الأدوية ( دراسة أجريت على 29 من راكبي الدراجات الذكور).
-
الكوليسترم يمنع الإسهال ويعالجه
قد تساعد المركبات الموجودة في الكوليسترم ، وخاصة تنوع الأجسام المضادة، وبروتين اللاكتوفيرين، في منع الإسهال المرتبط بالعدوى البكتيرية ، والفيروسية، ومنها دراسات أجريت لإثبات هذا الأمر:
- وجدت دراسة أجريت على 87 بالغًا، يعانون من الإسهال المرتبط بفيروس نقص المناعة البشرية، أن تناول 100 جرام من اللبأ البقري يوميًا ، مع الأدوية التقليدية المضادة للإسهال، يقلل بشكل كبير، من تكرار البراز بنسبة 21 ٪ أكثر من الأدوية التقليدية وحدها.
وتجدور الإشارة إلى أنه يمكن إعطاء الأبقار تحصينات ضد سلالات محددة من البكتيريا، وذلك لإنتاج الكوليسترم الغني بالأجسام المضادة، التي يمكنها مكافحة عدوى محددة، وتعتبر هذه الأنواع من الكوليسترم، مفرطة المناعة، إذ يمكن أن تكون طريقة فعالة لعلاج بعض أنواع العدوى في البشر.
- تُظهر بعض الدراسات التي أجريت على 30 بالغًا سليمًا، أن الكوليسترم المفرط المناعي، قد يمنع نوعًا من الإسهال، يُعرف بإسهال المسافر، والذي ينجم عادةً عن بكتيريا الإشريكية القولونية. والدراسات هاته، أثبتت أن أولئك الذين تناولوا جرعة يومية من 1200 مليجرام. من الكوليسترم المفرط المناعي، الذي يحتوي على أجسام مضادة ، تحمي بكتيريا الإشريكية القولونية، كانوا أقل عرضة للإصابة بإسهال المسافرين، بنسبة 90 ٪ من أولئك الذين يتناولوا الدواء الوهمي.
3.فوائد كوليسترم للأمعاء
أظهرت العديد من الدراسات البشرية والحيوانية ، أن الكوليسترم يكافح التهابات الجهاز الهضمي ، ويقوي جدار الأمعاء، حيث أن الكوليسترم ، يحفز من نمو الخلايا المعوية، ويمنع أيضا من نفاذية الأمعاء، وهي حالة تتسبب في تسرب جزيئات من الأمعاء ، إلى بقية الجسم، ومن هذه الدراسات نجد:
- تناول 20 جرامًا من الكوليسترم يوميًا، يمنع 80 ٪ من الزيادة في نفاذية الأمعاء (حسب دراسة أجريت على 12 رياضيًا، كانوا عرضة للنفاذية المعوية، بسبب ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة).
- الحقن اللبنية، قد تكون مفيدة في علاج التهاب القولون، وهي حالة تتميز بالتهاب البطانة الداخلية للقولون.
- وجدت دراسة أجريت على 14 بالغًا مصابًا بالتهاب القولون، والذين كانوا يتناولون أدوية تقليدية، أن تناول حقن الكوليسترم ، بالإضافة إلى الأدوية العادية، يقلل من الأعراض أكثر من الدواء وحده.
رغم تمكن الكوليسترم في الحد من أعراض التهاب القولون، لا زالت هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث المكثفة للجزم حول فوائده.
المخاطر المحتملة للكوليسترم:
استنادًا إلى الأبحاث البشرية التي تم إجراؤها، يبدو ان الكوليسترم آمنًا بشكل عام لمعظم الناس، لكن على الرغم من ذلك ، قد تكون له بعض السلبيات، والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
- قد يحتوي الكوليسترم على مضادات حيوية، أو مبيدات حشرية، أو هرمونات اصطناعية، اعتمادًا على كيفية تربية الأبقار، وبالتالي عند شراء مكملات الكوليسترم، لا بد من التأكد أن هذه المكملات تم اختبارها، وبالتالي فالمنتج نهائي ولا يحتوي على هذه المركبات.
- من غير المعروف، ما إذا كانت مكملات الكوليسترم ، آمنة للنساء الحوامل أو المرضعات أم لا.
- يجب على الأشخاص الذين لديهم حساسية من الحليب، ألا يستهلكوا الكوليسترم. ويمكن أيضًا تصنيع المنتجات باستخدام مواد مضافة، التي من المحتمل أن تشمل مسببات الحساسية الشائعة الأخرى ، مثل الصويا.
- قد تكون هناك مشكلات تتعلق بسلامة الغذاء مع الكوليسترم، ففي إحدى الدراسات، احتوت 8 من 55 عينة من الكوليسترم على آثار السالمونيلا ، وهي بكتيريا ضارة محتملة. ومع ذلك، إذا تم تعقيم اللبأ البقري بشكل صحيح، فلا ينبغي أن تكون السالمونيلا والبكتيريا الضارة الأخرى مصدر قلق. لذلك من الأفضل دائمًا، شراء مكملات الكوليسترم من مصدر موثوق، وكذا الاتصال بالشركة المصنعة ، للحصول على إجابات لأسئلة محددة تتعلق بالمصادر والمعالجة..
- مكملات الكوليسترم ومساحيقه باهظة الثمن، وتتراوح من 50 دولارًا إلى 100 دولار لكل 16 (450 جرامًا)، مع العلم أن الجرعة النموذجية هي نصف ملعقة صغيرة (1.5 جرام) في اليوم.
مقالة مفيدة شكرا (:
انا احب الكوليستروم وخوصوصا الوجبات التي تعد منه لاكن للاسف الحصول على حليب ماعز او بقر يكون كوليستروم صعب جدا